السوال: ماحكم زيارة الميت بعد صلوة الجنازة
بِـسْمِ الـلّٰـهِ الـرَّحْـمٰـنِ الـرَّحِـيْـمِ.
الــجـواب بـعـون الـلـه الـعـليم الـوهـاب وهـو الـمـوفـق لـلـحـق و الــصـواب
لابأس بالنظر إلى وجه الميت لمن يحل له النظر إليه فى حياته قبل الصلاة عليه و بعدها، وكذلك قبل الإدراج فى الأكفان و بعده، ولكن الأفضل أن ينظروا إليه قبل إدراجه فى أكفانه. فقد ورد عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه قال: لما قبض إبراهيم ابن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:
لا تدرجوه في أكفانه حتى أنظر إليه، فأتاه، فانكب عليه، وبكى. (سنن ابن ماجه، حديث نمبر 1475)
يقول الإمام أبو الحسن نورالدين محمد بن عبد الهادى السندى رحمه الله تعالى فى تعليقه على هذا الحديث :
الحديث يدل على أن من يريد النظر فلينظر إليه قبل الإدراج. فيؤخذ منه أن النظر بعد ذلك لا يحسن. ويحتمل أنه قال ذلك لأن النظر بعده يحتاج إلى مؤنة الكشف.
ويقول الفقير القادرى والسر فى ذلك أن الموت سبب لتغيير هيئة الميت و محاسنه التى يعرف بها فالنطر إليه بعد الإدراج ربما يسبب الوقوع فى سوء الظن بموتى المسلمين لما يشاهده من التغيير و التنفير، و كشف ما رآه من المساوئ والمكاره للموتى يؤذى أهاليهم و يحزنهم وذلك من الغيبة التى نهانا الله سبحانه وتعالى فى صريح قوله، نعم إن كان الميت مبتدعا معروفا مظهرا لبدعته وداعيا إليها، أو فاجرا لايعتنى بالدين و أحكام الشريعة فالذى يقتضيه القياس أن لاحرج بإظهار الشر و المكروه عنه، والتحدث به فى الناس للزجر عن بدعته و فجوره، و التحذير من طريقته و شروره.
والذى اعتاده كثير من إخواننا المسلمين فى شتى بقاع العالم أنهم يزدحمون حول الجنازة بعد الصلاة علي الميت لينظروا إليه فذلك يكره إذا كان سببا للتأخير فى الدفن، فإن من السنة تعجيل دفن الميت لما روى الشيخان البخارى و مسلم رحمهما الله تعالى عن أبى هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم :
أسرعوا بالجنازة فإنها إن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، و إن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم. (صحيح البخارى ،رقم الحديث 1315. و صحيح مسلم ،رقم الحديث 944 )
و قال العلامة الشيخ الفقيه محمد بن عبد الله الغزى التمرتاشى الحنفى رحمه الله تعالى :
كره تأخير صلاته و دفنه ليصلى عليه جمع عظيم بعد صلاة الجمعة. (تنوير الأبصار مع الدرالمختار ،ص 122)
فمن ما ذكرنا يتلخص لنا الحكم الشرعي أن كل عمل يؤدى إلى التأخير فى دفن الميت و ينافى التعجيل به ،و لم يثبت من الشرع فهو مكروه. وَالـلّٰـهُ تَـعَـالٰـي أَعْـلَـمُ بِـالـصَّـوَابِ.
🖊️كــتـــــــــــــــــــــبـــــــــــــــه الــــفـــــقـــــــيــــــر إلـــــــي ربـــــــــــــه الــــقــــديــــر :
أبـو الـحـسَّـان مُـحَـــمَّــــد اشــــتـــيـــاق الـــقـــادري.
خـادم الإفـتـاء والـقـضـاء بـــجـــامــعـة مـديـنــة الـعــــــلـم ،كـــبـــيـــــر نــگــر ،دهــــــــلـي 94.